
تمهيد: تسارعت الأحداث في الإقليم والعالم، منذ بداية 2020، وإختلطت التوترات الأمنية والأزمات المالية ب إنتشار فيروس كورونا في الصين أولاً، ومنها الى إيران وإيطاليا، وصولاً الى أكثر من 100 بلد.
متغيرات متسارعة: نمط حياة مليارات من البشر بدأ يتغير، نمط العمل والتعليم والتنقل والسفر، وسيتم إرساء «مسافات آمنة» بين الناس، والأهم المتغيرات الجذرية في البعد النفسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي. فهل سيتم إحتواء الفيروس وتداعياته كافة في خلال الأسابيع الطالعة؟ أم أن تداعياته ستترك آثارها العميقة، على مختلف الأصعدة!؟ ويُهدد النظام العالمي برمته!؟
ما يجب متابعته:
@ قدرة القطاع الصحي العالمي عموماً، وفي إيطاليا وإيران تحديداً، على إحتواء تفشي الفيروس، ومنع تحوله الى وباء عالمي
@ التقارير الطبية عن تحول يشهده فايروس كورونا، ووجود عدة أنماط يصل بعضها الى شديد الخطورة.
@ مستقبل الكباش الروسي-السعودي حول انتاج النفط، والى اي مدى قد يصل انهيار برميل البترول، وتداعياته شبه المدمرة على اقتصاديات تستند عليه بشكل حيوي
@ ترابط تطورات أسواق النفط مع تحييد الأمير محمد بن سلمان آخر عقبة أمام توليه العرش السعودي بعد والده الملك سلمان بن عبد العزيز، وأي دور للخارج (واشنطن، لندن، موسكو) في عرقلة او مباركة ذلك !؟
@ قدرة ايران على الصمود بوجه تفشي فايروس كورونا المتزامن مع حصار مالي هو الأشد، ويشمل إمتداداتها في العراق، سوريا ولبنان
@ تأثر حملة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لولاية ثانية، بتفشي فايروس كورونا، والانهيار المالي- الاقتصادي المواكب له داخل الولايات المتحدة وتأثيره على مزاج الناخب.
@ قدرة الاقتصاد الصيني على التعافي، وتأثيراته على غالبية أسعار السلع والمنتجات والتقنيات العالية، وهل ستتبدل أنماط جذرياً بعد انحسار غبار الفايروس وتداعياته على الأسواق العالمية؟

خاتمة: هل هي صدفة أن ينطلق فايروس كورونا في الصين ويضرب بالتزامن قلب ايران السياسي (طهران) والديني (قم)، والشمال الإيطالي المتصل بقلب اوروبا المتمثل بفرنسا وألمانيا عبر النمسا وسويسرا؟. وماذا عن الحملات الروسية المبرمجة لاتهام واشنطن باستخدام السلاح البيولوجي بوجه الصين؟ والتي نفتها واشنطن بشدة، وبدأت إدارتها تعاني من تفشيها؟ الايام والأسابيع الطالعة ستكشف مدى الأضرار، في صراع الجبابره (الصين، اميركا، روسيا، اوروبا) وانعكاساته المباشرة على الإقليم، فإيران التي لم تلتقط انفاسها جراء ضربة سليماني الصاعقة غرقت في وباء كورونا، ودول الخليج وعلى رأسها السعودية في قلب المعركة النفطية-الاستراتيجية الأبعاد، والإمارات المتضررة بشدة من انخفاض أسعار النفط وشلل التنقل الدولي عشية Expo 2020 التي راهنت عليه دبي بشدة لاستعادة بريقها.