السلطة قررت المواجهة و48 ساعة مفصلية في تاريخ لبنان !

قرر الإئتلاف الحاكم في لبنان إنهاء الإعتراضات الشعبية غير المسبوقة في تاريخ هذا البلد المتعدد والفريد، وبدا التنسيق جلياً في كلمتي وزير الخارجية جبران باسيل من بعبدا، ورئيس الحكومة سعد الحريري، الذي شكلت نهاية خطاب مهلة ال 72 ساعة، ساعة الصفر للإنقضاض على التحرك المركزي في وسط بيروت، تحت غطاء مجموعات مندسة، عمدت الى تحطيم الممتلكات العامة، وبغطاء من غالبية الشاشات، التي فتحت الهواء للسياسيين التقليديين ، وركزت على أعمال الشغب المفتعلة، بهدف إخافة وإبعاد شريحة واسعة عن التضامن والمشاركة بالحراك الشعبي. وتحدث ناشطون عن اعتقال اكثر من 200 متظاهر، وجرح العشرات، ووزعوا صور وفيديوهات تُظهر إفراطاً في استخدام القوة، لفض التظاهرات، وبموازاة ذلك تحركت مجموعات مسلحة تابعة على الأرجح لحركة أمل وعمدت الى فتح طرقات بالقوة جنوب لبنان كما عمدت القوى الأمنية الى فتح عدد من الطرق الرئيسية في أنحاء متعددة من البلاد.

ما يجب متابعته:

@ هل ستنجح السلطة في احتواء التحركات الشعبية في يومها الثاني، بعد فتح المجال واسعاً منذ مساء الخميس حتى ليل الجمعة، للناس كي تنفس غضبها، وتعمد الى تحريك منظم لشوارعها، كل ضمن منطقة نفوذه، للضغط على منظمي التظاهرات، بدءاً بالعاصمة ووصولاً الى كافة المناطق؟! والاستعانة بالقوى الأمنية عند الضرورة لترهيب محركي التظاهرات؟

@ أم أن حجم التحركات وتوسع مداها الجغرافي سيتخطى قدرة السلطة على الاحتواء، خصوصاً أن تجارب سابقة في بلدان عدة، أظهرت أن المتظاهرين يقابلون القمع بالمزيد من الاستشراس؟!

@ إيقاع الشاشات التلفزيونية يؤثر ايضاً، والسلطة تستخدم مونتها على إدارة بعض المحطات وبعض المراسلين، لإبراز مخاطر الحراك على البلد، وقد استخدم رئيس التيار الوطني جبران باسيل سياسة التخويف بإحتراف في كلمته أمس.

@ العلاقات بين مكونات السلطة، وهنا هل هناك وحدة مسار ومصير بين الحريري-باسيل-بري، وبالتالي سينسقون تفاصيل تمرير هذه الأزمة غير المسبوقة، باستخدام منسق للعصا والجزرة، خصوصاً أن هناك معلومات عن مكوكية يقوم بها حزب الله لمنع إنفراط عقد السلطة، بداية بمجلس الوزراء، أم أن إستمرار ضغط الشارع، سيُحدث شقاقاً، خصوصاً أن مطلب استقالة الحكومة يكاد يوحد كافة الناشطين الداعين لاستمرار التحركات الشعبية، ما يضع الحريري وحيداً في “بوز المدفع” خصوصاً وان حليفيه “المفترضين” جنبلاط وجعجع أصبحا مع إسقاط الحكومة ؟!

@ من يُدير هذا الحراك؟ هذا سؤال جوابه مفصلي في استشراف الساعات المقبلة، وما تبيّن حتى الأن أن عدم وجود قيادة واضحة له هو نقطة ضعف وقوة في الوقت عينه، فمن جهة هذا يصعب على السلطات عملية قمعه، ومن جهة أخرى قد تؤدي شبحية-القيادة الى تخوف شريحة من المواطنين من أهدافه، خصوصاً مع زرع قوى السلطة بكثافة حملة شائعات هدفها دفع المواطنين للإنكفاء والرضوخ .

@ رداً على القمع المفرط وسط بيروت أمس، عمد ناشطون الى الدعوة ل لامركزية التحركات، في محاولة لتشتيت جهد السلطة، وإرهاقها، وهنا تبيّن أن جزء من إدارة الحراك هي مجموعات متمرسة، سبق وخاض جزء منها حراك 2015 المطلبي، وخرج بدروس وخلاصات، قد يستخدمها اليوم، وينجح بالالتفاف على خطط السلطة الإحتوائية!؟

خاتمة:

حجم الجوع والفقر واليأس هو من سيحدد مسار الأمور، وهنا تجزم دوائر متابعة أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان وصلت الى حدود الإنفجار، وأن تمادي السلطة في تأجيل الإصلاحات وعزمها على زيادة الضغوط على الناس وضع قسم منها أمام واقع مسدود، والمخرج الوحيد الذي يراه هو “الثورة” فلم يعد يملك ما يخسره، وهنا هل يقود الشارع حزب الله الى التخلي عن التسوية الحالية؟ هنا تكمن الكلمة الفصل!

أضف تعليق