عشرات الحرائق إندلعت دفعة واحدة في مناطق لبنانية متعددة، عززتها رياح جافة ومناخ صحراوي، وساهمت الإمكانات المتواضعة للسلطات اللبنانية وغياب السياسات الوقائية، في تمدد النيران لتصل الى منازل المواطنين، ولأن غالبية المسؤولين كانوا نياماً، تأخرت إستغاثات المواطنين، وبكاء المراسلين الصحافيين، على الهواء مباشرة، في إستحضار النجدة، نجدة أمنتها قيادة الجيش اللبناني بمروحياتها والسلطات القبرصية صباحاً، بإرسال طائرات مخصصة للسيطرة على النيران، فيما الطائرات التي اشترتها السلطات اللبنانية قبل سنوات، قابعة في مطار بيروت الذي يبعد مسافة 5 دقائق طيران عن نيران ساحل الشوف، لكنها عاجزة عن الطيران بسبب غياب الصيانة والسياسات التقشفية التي إعتمدتها الحكومة، وسط اشرس أزمة مالية يعيشها لبنان منذ عقود.

من المسؤول ؟
@ إندلاع عشرات الحرائق دفعة واحدة وفي مناطق جغرافية متباعدة، يطرح أسئلة مشروعة، عن المستفيد من هذه النيران، بدءاً بصغار التجار بالفحم والحطب ووصولاً الى اصحاب الأراضي الحرجية، والتي يشكل وجود الأشجار فيها، لاسيما الصنوبر، عائقاً تقنياً أمام إمكانية استثمارها . وهنا لم تجرِ أي تحقيقات جدية سابقاً في كافة المواسم التي شهدت حرائق ولم يتم محاسبة أحد !

– عادة تلجأ السلطات الى ترقب موجات الحرّ غير المألوفة، خصوصاً اذا ما ترافقت مع انحباس الأمطار منذ الربيع، لتطلق مجموعة تحذيرات، وتضع امكاناتها وإمكانات السلطات المحلية في تأهب، للجم أي حريق فور إندلاعه. وهذا لم يحصل، بل كانت البلاد منشغلة كالعادة في التراشق السياسي، الذي طغى غباره على النيران التي كادت أن تتسبب بكارثة بشرية حقيقية.
@ المواطن هو ايضاً مسؤول، فقد تُسبب عادات سيئة، حرائق ضخمة، كرمي سيجارة او زجاج، او اي مادة قابلة للاشتعال، وهنا أيضاً على السلطات المحلية كالبلديات، ووزارة الداخلية والبيئة، اطلاق حملات توعوية لمكافحة تلك العادات السيئة.
تساؤلات:
* لماذا تأخر طلب المساعدة من السلطات القبرصية 36 ساعة؟ خصوصاً وان حريق منطقة المشرف إمتد ولامس المنازل والمدارس والجامعات منذ صباح الإثنين !؟

* كيف تترك السلطات اللبنانية أحراجها ومواطنيها عرضة للنيران وإمكانية تمددها دون تحضير إمكانات وقائية وفعالة!؟
* هل سيتم فتح تحقيق جدي لمعرفة اذا كانت بعض الحرائق مفتعلة؟ ومحاسبة المسؤولين عنها؟ أو المقصرين من المسؤولين عن لبنان بشعبه وغاباته!؟