أزمة الفلسطينيين في لبنان : بين حقوق الإنسان وحقوق الأوطان!!

صورة

مباشرة وزارة العمل اللبنانية تطبيق القوانين المرعية الإجراء أحدثت ما يشبه الزلزال وفجّرت موجة إعتراضات غالبيتها فلسطينية، مع تضامن مُعلن لشريحة واسعة من اللبنانيين، غالبيتهم من المسلمين، السنّة، وصلت الى حد إصدار فتاوى تُحَرِّم الالتزام بالقوانين..

السؤال البديهي الأول : لماذا لم تعمد الوزارات السابقة إلى تطبيق قوانين العمل اللبنانية على الفلسطينيين؟ وهل من تفاهمات تحت الطاولة أجّلت تطبيقها؟ ومن هم أطرافها؟
وهناك جملة أسئلة يوجب طرحها، علّ الإجابات عليها قد ترسم خارطة طريق لحلول عادلة، تحمي اليد العاملة اللبنانية في ظل أشرس أعنف إقتصادية ومالية يعيشها لبنان منذ عقود، وتؤمن متطلبات وحقوق لاجئين فلسطينيين، أُجبروا على ترك أراضيهم منذ عقود طويلة أيضاً.

لبنان الغارق في النزوح:
يغرق لبنان في موجات من النزوح القسري، بدأت عام ١٩٤٨ و١٩٦٧ مع الفلسطينيين، وتوجت إعتباراً من العام ٢٠١٣ مع نزوح مئات الآلاف من السوريين هرباً من الحرب في سوريا، وبات هذا البلد الصغير جغرافياً (نحو عشرة آلاف كيلومتر مربع)، يستوعب نسبة تتخطى ثلث مواطنيه، من النازحين وغالبيتهم الساحقة يفتقرون الى ابسط مقومات العيش الكريم، في حين تتخطى نسبة البطالة المقنعة ثلث اللبنانيين، فعمد عدد كبير منهم الى البحث عن فرص عمل خارج لبنان، وتشير الأرقام أن “نزيف” الهجرة متواصل ما بات يُهدد هوية لبنان وتوازناته الديمغرافية الدقيقة.

من هنا يمكن فهم جانب من التداعيات التي أحدثها قرار وزير العمل كميل ابو سليمان في المباشرة بتطبيق قانون العمل على كافة العمالة “الأجنبية” السوريين والفلسطينيين تحديداً.

لقد عاش لبنان منذ العام ١٩٧٥ حرباً إمتدت ل ١٥ عاماً، إنتهت بسيطرة النفوذ السوري، الذي فرض التساهل والتراخي في تطبيق القوانين على العمال السوريين، وسجلت بعض المحاولات لقوننة العمالة الفلسطينية، لكنها لم تجد خواتيمها المفترضة لتداخل عوامل داخلية وإقليمية وحتى دولية، جمّدت الواقع، ومددت مفاعيله. كما ساهمت تلك الوصاية في ترك السلاح الفلسطيني داخل المخيمات على أنواعها، علماً أن هذا السلاح شكل السبب المباشر لإندلاع الصراع المسلح في لبنان في ١٣ نيسان-أبريل عام ١٩٧٥، كما تم تجميد تطبيق مقررات طاولة الحوار ٢٠٠٦ والقاضية بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات (الناعمة، قوسايا..) وتنظيم السلاح داخلها، ما يعكس إنقساماً لبنانياً في التعاطي مع هذا الملف.

صفقة القرن..والتوطين

من التعديلات الدستورية التي أقرها إتفاق الطائف عام ١٩٨٩، بند واضح ينص على رفض توطين الفلسطينيين اللاجئين في لبنان، هذا التوطين الذي عاد ليُطل برأسه مع مباشرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التسويق ل “صفقة القرن”، وقد رافقها الكثير من المواقف والتحليلات، بأنها ستفرض التوطين كأمر واقع، علماً أن الشق السياسي المفترض أن يرافقها، لم تتضح معالمه بعد، ولكنه على الأرجح سيعكس موازين القوى على أرض الواقع.
من هنا يتصادم خطابان في لبنان:
الأول يسعى للجمع بين صفقة القرن وتدابير وزارة العمل اللبنانية من ناحية التوقيت والمفاعيل، ليسوق أنها المدخل للتوطين.!
الثاني يستند على منطق معاكس ليؤكد أن المدخل للتوطين هو في تطبيع الوجود الفلسطيني وشرعنته بدءاً من سوق العمل.

سوق العمل:
لإخراج هذا الملف من المزايدات السياسية والشعبوية، دعا إختصاصيون إلى دراسة سوق العمل اللبنانية بدقة، ومعرفة إحتياجاتها، وقدرات العمالة الفلسطينية، من أجل الخروج بقوانين عملانية، تحمي اليد العاملة اللبنانية في وطنها من جهة، وتسمح للضيوف الفلسطينيين بالعيش حياة كريمة، ريثما يتم إيجاد حل لوضعهم “الشاذ” والمستمر منذ أكثر من نصف قرن.وهنا تختلف الأرقام بين من يشير الى وجود مابين ثلاثمئة وثلاثمئة وخمسين ألفاً وبين من يؤكد أن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لا يتخطى المئة وثمانين ألفاً، نظرا لتجنيس او هجرة عدد كبير منهم على مرّ السنوات.

مسؤولية فلسطينية:
وهنا لا بد من التذكير أن هناك مسؤولية فلسطينية، تجاه هذه القضية، خصوصاً وأن الانقسامات الفلسطينية-الفلسطينية، ساهمت دون شك في إضعاف الموقف التفاوضي بشكل عام، وأضرت بعلاقات السلطة الإقليمية والدولية. ما يُنذر بالمزيد من التجاهل لاحتياجات اللاجئين الفلسطينيين، ولتعبئة هذا الفراغ لامفرّ من مساهمة رجال أعمال وأثرياء فلسطينيين في تخفيف معاناة شعبهم في المخيمات، والتشبث بحق العودة.

لبنان المنقسم:

قد يكون تموز-يوليو ٢٠١٩ مغايرا لنيسان-ابريل ١٩٧٥ في الكثير من التفاصيل وموازين القوى، ولكن لا مفرّ من التوقف عند الإنقسامات الحادة التي يعيشها لبنان عند كل مفصل أو قرار، وإن كانت تبدوالأمور ممسوكة سياسياً وعند أصحاب القرار، لكنها تُظهر دوماً، أن الشعوب، أو المجتمعات اللبنانية، في حاجة الى حوار أعمق وأكثر صراحة في ما بينها، إذا كان لديها النيّة والعزم في تفكيك حقول الألغام الداخلية، وما أكثرها!!

الإعلان

“منازلة” مخفر الدامور..بين فدرالية العشائر والدولة المدنية !

صورة

إشكال عائلي، على حضانة أطفال، يحدث في أيّ عائلة أو بلد، ممكن أن تتخلله بعض التشنجات، نظراً لتعلق كل من الأم والأب، وأهلهما، بالأولاد، ولكن فور تدخل السلطات، يتم تهدئة الخواطر، والإحتكام الى القوانين المرعية الإجراء، والتي تكون عادة لمصلحة الطفل أولاً، والمتمثلة بحضانة الأم له، مع تخصيص أوقات دورية لحضانة الأب . وطبعاً اذا لجأ أحد الأهل الى أي من أنواع العنف، تتم محاسبته بشكل رادع كي لا يُكرّر فعلته.

ولكنّ في مجتمعاتنا، تلك الإشكالات العائلية، قد تتخذ مناحٍ متعددة، نظراً لتداخل عوامل عدة:
– القوانين مرعية الإجراء تختلف بحسب إختلاف المذاهب وحتى المناطق.
– العشائرية قد تلعب دورها إن في ايجاد تسوية مناسبة أو في تسعير هذا الخلاف الذي يتخطى العائلة الصغيرة، ويتحول الى منازلة بين عائلتين، وعشيرتين.
– النقص في أجهزة الدولة لمتخصصين في علم النفس الأُسري، أو متخصصين لديهم المقدرة لاستيعاب ومتابعة أطراف الإشكال.
– “النظرة النسبية” لهيبة الدولة، وإداراتها، وحرمة مخافرها، وهنا نتوقف عند تداعيات موقعةمخفر الدامور“. !

تختلف الروايات، وتسريب البرقيات، حول حقيقة التفاصيل المرافقة لدخول نائب حزب الله نواف الموسوي و”رفقته المسلحة” الى مخفر الدامور، المرجع الذي إختارته كريمة النائب الموسوي، لردع زوجها، بعد تصويرها ونشرها لمشاهد بدا فيها عنيفاً تجاهها، ولكن يبدو أن الأمور إتخذت مناحٍ متعددة، من الفعل ورد الفعل، إختلطت فيها الأبوة، والعشائرية، والثأر وممارسة النفوذ، والسلاح، وهيبة الدولة ..


فتصدرت “موقعة مخفر الدامور” إهتمام الرأي العام ووسائل التواصل الاجتماعي، وإنقسم الرأي العام، كالعادة، بين داعٍ لمعاقبة من أقدم على إقتحام مخفر لقوى الأمن الداخلي وممارسة العنف على خصمه داخله، وربما على عناصر المخفر، وبين متضامن مع النائب-الأب الذي طغت مشاعر الأبوة عليه، وقادته عاطفته وغريزته لحماية إبنته وأحفاده، من خلال السعي لردع “صهره-المعتدي”…

وكالعادة ننقاد خلف مشاعرنا وغرائزنا وإنتماءنا السياسي و الطائفي والمذهبي والمناطقي، والإجتماعي-الثقافي، كي نختار هذا الموقف او ذاك، أو ننحاز لهذا الفريق او ذاك، في بلد مسيّس بإمتياز، ومتاريسه جاهزة للتراشق وتركيب النكات، والتمريك..


وربما كلنا ننسى أو نتناسى، أن في هذه المنازلة، كما في أي منازلة أخرى هناك القانون والإنتظام العام، أو ما نتعارف على تسميته “الدولة“، وهي الطرف الأساسي، وصاحبة القرار-الفصل المُفترض، فالنزاع لم يعد بين كريمة النائب نواف الموسوي وزوجها حسن المقداد إبن الشيخ محمد توفيق المقداد مسؤول مكتب الوكيل الشرعي العام للولي الفقيه علي الخامنئي،
فبمجرد لجوء وإحتكام أحد أطراف النزاع، الى مخفر قوى الأمن الداخلي، وهذه خطوة ملفتة وجيدة وفيها ثقة بالدولة وأجهزتها، خصوصاً وأن أطراف النزاع هم من عوائل قياديين في حزب الله، إلّا أنّ ما تخللته تلك المنازلة، هزّ هيبة الدولة، متمثلة بمخفر الدامور، وزرع أكثر من علامة إستفهام، في أبناء منطقة الدامور وجوارها أولاً، وفي عموم الوطن وكل من وصلته تفاصيل المنازلة، فعدم تحديث القوانين ليس ولن يكون مبرر لما حصل، ولا مشاعر الأبوة، ولا التضامن مع أي ضعيف أو مستضعف.


في بلد متعدد كلبنان، إمّا نظام مجتمعي فدرالي تحكمه العشائر والعشائرية.. أو وحده قانون مدني عصري، ودولة قادرة مقتدرة، كفيل بحماية وتطمين كافة شرائحها: حقوقهم، مصالحهم، ومصلحة الإنتظام العام !

“مخاض ساخن” يجمع صفقة القرن والحل النهائي في سوريا!؟

صورة

فيما تدور معارك عنيفة منذ أسابيع، تشهد كرّ وفرّ، ودموية عالية، في أرياف أدلب وحماه، بين وحدات النظام السوري المدعمة بغطاء جوي روسي، والفصائل المسلحة المعارضة التي تم سحبها من كل أنحاء سوريا، إلى إدلب، واصلت تركيا من جهتها حشد وحدات عسكرية مدرعة، وقوات خاصة، في المناطق المتاخمة لحدودها وعينها على الأكراد، دخلت إسرائيل على الخط، عبر تصاريح وتسريبات صحافية، ذكرت بأن هناك خطط اسرائيلية أميركية وتدريبات جوية مشتركة، ضد ايران وأذرعها في سوريا والعراق.

البوكمال مركز قيادة إيراني:

وفي هذا الإطار موقع ديبكا الاسرائيلي كشف أن إيران أقامت مركز قيادة في مدينة البوكمال السورية قرب الحدود مع العراق، من أجل شن هجمات على القوات الأمريكية في سوريا، وعلى أهداف في “إسرائيل”. وأضاف أن المعلومات الواردة من البوكمال تفيد بأن إيران أنشأت معسكرات تدريب خاصة للقوات الموالية لها من أجل تنفيذ الهجمات، ووفرت لها الأسلحة المناسبة.

توتر غزة:

تبدو جبهة قطاع غزة الأكثر سخونة نظراً لتنامي إحتمالات إندلاع مواجهة واسعة، وتم قبل نصف ساعة رفع حال التأهب من قبل الفصائل داخل غزة ووحدات الجيش الاسرائيلي حواليها بعد إطلاق النار الاسرائيلي أدى الى مقتل كادر في القسام هو محمود الأدهم
وهدد الجهاد الإسلامي في بيان : الاحتلال بالرد بقوة على جريمة إغتيال أحد المقاومين اليوم في غزة .

وذكرت صحيفة معاريف أن إمكانية التصعيد عالية حتى بعد بيان الجيش بأن استهداف الناشط في حماس وقتله كان عن طريق الخطأ .

نتانياهو يفضل الهدوء..ولكن :
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح أنه يُفضِّل عودة الهدوء في غزة ولكنه إستطرد أنه يُعَد كما يقول لعملية “واسعة ومدهشة”.. والواضح بحسب مراقبين أن الخيار العسكري هو ما تبقى لنتانياهو في الأسابيع المقبلة، قبيل الانتخابات منتصف أيلول فوضعه السياسي لا يضمن عودته الى رئاسة الوزراء، وتحالفات منافسيه تزداد وتشكل خطورة على مصيره السياسي وجاري فتح ملفات عديدة ضده فيها شبهات فساد وأحدثها ما كشفت عنه القناة العبرية الـ11 ومفاده بأن نتنياهو ومقربين منه متورطون في قضية تتعلق بمصالح شخصية مع شركة مكسيكية لحفر المناجم في صحراء النقب.

وذكرت القناة أن الشرطة فتحت تحقيقًا في الأمر و تم جمع معلومات من داخل إسرائيل ومن خارجها ولكن -وحسب جهات قضائية مختصة- تم تجميد التحقيق لعدم توافر أدلة كافية.
ومن متاعب نتنياهو الداخلية ما كشفته صحيفة “هآرتس” عن بلاغات من وزارتي الخارجية والأمن الإسرائيليتين، لـ جميع السفارات والممثليات الإسرائيلية في الخارج، بأنها أوقفت تنظيم لسفريات رئيس الوزراء إلى الخارج بصورة فورية وحتى إشعار آخر.
وأوضحت “هآرتس” أن رئيسي اللجنتين أكدا أن القرار بشأن هذه الخطوة اتخذ بالتعاون مع نقابة العمال العامة “الهستدروت”، وأن هذه الخطوة غير المألوفة تأتي بعد أشهر عدة من نزاع عمل، إثر وصول المحادثات مع وزارة المالية والخارجية، وتتعلق بمصاريف ضيافة نتنياهو.
وأضافت “هآرتس” أن تقليص ميزانية سفريات نتنياهو أدى إلى تجميد تسديد اشتراكات عضوية إسرائيل في حوالي 20 منظمة دولية، وتجميد دفعات إلزامية لمجلس أوروبا والاتحاد من أجل البحر المتوسط وغيرها، وتراكمت ديون على إسرائيل تجاه هذه المؤسسات.

أزمات نتنياهو:

هل تُعزز أزمات نتنياهو جنوحه للخيار العسكري، وبما أن حسابات أي استهداف لإيران تتخطى حساباته، فهل من يُخطط لضرب التواجد الإيراني في سوريا بموازاة إجتياح بري في غزة بهدف :
تحضير الأرضية للتسوية السياسية في سوريا
إنهاء ملف حماس في غزة عن طريق عملية عسكرية واسعة وشاملة .
اغتيال سياسي ل “أبو مازن” عن طريق الضغط الأمريكي – الإسرائيلي لتمرير أولي لصفقة القرن بوجوده وتحميله المسؤولية عن ذلك .
مرور صفقة القرن يُكسب اسرائيل المزيد من التطبيع في المنطقة .
أي تحرك عسكري إسرائيلي قادم سيكون بضوء أخضر أمريكي او حتى بالتنسيق المباشر معه، وقد يؤدي إلى عملية واسعة، غير مسبوقة في ، قوتها ، سُرعتها، وغياب اي غطاء إقليمي- أوروبي-روسي عن الفصائل الفلسطينية .

البنتاغون: زوارق إيرانية تحاول إحتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز

صورة

أعلن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أن 5 زوارق يعتقد أنها إيرانية اقتربت من ناقلة نفط بريطانية أمس الأربعاء في مضيق هرمز.
وأوضح المسؤول الأميركي أن الزوارق الإيرانية كانت طلبت من ناقلة النفط “بريتش هيرتيج” التوقف في المياه الإيرانية، لكنها انسحبت بعد أن تلقت تحذيرا من سفينة حربية بريطانية هي HMS Montrose .
ونقلت شبكات تلفزة اميركية عن المسؤول في البنتاغون أن محاولة إحتحاز الناقلة البريطانية تمت في في حين خروجها من مضيق هرمز مشيراً أن طائرة تجسس اميركية صورت الحادثة .

. المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية بيل أوربان وفي معرض تعليقه لوكالة “سبوتنيك” على ما تداولته وسائل الإعلام بشأن اعتراض زوارق إيرانية لناقلة بريطانية من العبور في مضيق هرمز أمس الأربعاء قال : إن “التهديدات التي تواجه حرية النقل الدولي تتطلب حلاً دوليًا، كون الاقتصاد العالمي يعتمد على التدفق الحر للتجارة، وجميع الدول ملزمة بحماية والحفاظ على هذا الأساس لتحقيق الرخاء العالمي”.

وكانت البحرية البريطانية قد بدأت بمرافقة ناقلات النفط البريطانية في مياه الخليج إثر تهديد طهران بإحتجاز ناقلة بريطانية رداً على إحتحاز البحرية البريطانية ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق الأسبوع المنصرم بذريعة خرقها قانون العقوبات المفروض على سوريا، حيث كانت الناقلة المحملة بالنفط الإيراني تعتزم التوجه الى مناطق نفوذ النظام على الساحل السوري بحسب ما ذكرت لندن.

قنبلة أميركية على ساحة لبنانية مأزومة: الأهمية والتوقيت والتداعيات!!

صرح وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو أن ” الولايات المتحدة فرضت أمس الثلثاء عقوبات على ثلاثة مسؤولين سياسيين وأمنيين كبار في حزب الله يستغلون مناصبهم لتسهيل الجهود الخبيثة التي تُمارس من قبل حزب الله والإيرانيين لتقويض سيادة لبنان “، مشيرًا إلى أن “هذه العقوبات تبرهن أن أيّ تمييز بين الجناح العسكري والسياسي في حزب الله هو مصطنع تمامًا، إنها حقيقة يعترف بها حزب الله بحدّ ذاته. ندعو جميع حلفائنا وشركائنا إلى إدراج حزب الله ككل كمنظمة إرهابية”.

تصريح بومبيو أتى بعد ساعات على فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد والنائب أمين شري ومسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا

الإجراء الأميركي:

دَمَج الإجراء الجانب السياسي لحزب الله بجوانبه الأمنية والعسكرية والمالية، وبعد إلغاء بريطانيا هذا التمايز هناك سعي أميركي لدفع دول أوروبية وغير أوروبية لتبني الموقف نفسه..

إستهدف نائبين منتخبين، أحدهم رئيس كتلة حزب الله النيابية

إستهدف مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق بين الحزب وإدارات الدولة اللبنانية والسياسيين والإعلاميين.

“حصانة مجلس النواب” المُنتخب من الشعب: أُسقِطت أميركياً، وخليجياً، وفي مرحلة لاحقة قد تنضم دول عدة الى هذا الإجراء.

التوقيت:

داخلياً: الساحة اللبنانية منقسمة حول كيفية التعاطي مع “موقعة البساتين” قبل أكثر من أسبوعين

الحكومة معطلة والتوتر السياسي في أعلى مستوى له منذ إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية منذ ٣١ شهراً.

إستبق الإجراء الأميركي زيارة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الى واشنطن، وهو حليف حزب الله.

إقليمياً:

في ظل تشديد العقوبات الاميركية ضد إيران ومع تجنب واشنطن خوض مواجهة عسكرية مباشرة مع طهران يبدو أن هناك نية أميركية للتشدد ضد ما تعتبره أذرع إيران في المنطقة، ومن هنا أتى الضغط الاميركي على الحكومية العراقية كي تعمد الى تسوية اوضاع فصائل الحشد الشعبي.

أميركياً:

أول إجراء ضد حزب الله بعد تولي ديفيد شينكير منصبه وكيلاً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بدل دايفيد ساترفيلد، وكنا قد توقعنا تشدد الإجراءات الاميركية في تقرير عند تعيينه قبل نحو شهر

https://thinker4me.home.blog/2019/06/05/بينترامبوطهرانساموراي/

التداعيات:

حمل البيان المرافق للعقوبات الاميركية (رابط نصه في نهاية هذا التقرير) إنذاراً واضحاً وحاسماً لحلفاء حزب الله، السياسيين والماليين، داخل لبنان، وداخل الدولة اللبنانية داعياً الى قطع أي علاقة مع الأشخاص الواردة أسماءهم في لائحة العقوبات.

فنَّد البيان، وهو أقرب الى مضبطة إتهام، حيثيات وتفاصيل والأسباب الموجبة، لكل من لحقته العقوبات : النائبين محمد رعد، وأمين شري، ووفيق صفا

بدا وكأن هذا الإجراء هو بداية لسلسلة إجراءات وعقوبات لاحقة، خصوصاً وأن الكونغرس الاميركي سبق وصوَّت قبل أقل من عام على مشروع قانون يدعو لفرض عقوبات على “حزب الله وحلفائه”.

أظهر هذا الإجراء وكأن قسماً من مظلة إقليمية-دولية مُفترضة، حمت اوكانت تحمي لبنان منذ نحو عقد، قد زال، وأن لا حصانة نيابية او غيرها أمام العقوبات الاميركية.

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وصفه : بالإعتداء على المجلس النيابي و على كل لبنان، فكيف سيكون الرد على هذا الإعتداء؟

ما هو موقف رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والحكومة مجتمعة؟

الأكيد أن الإجراء الاميركي هو بمثابة صدمة نفسية بالدرجة الأولى، مشبّعة بالإجراءات العملانية، فهل سيساهم في زيادة الإحتقان الداخلي؟ وفي أي إتجاهات سيؤول الوضع الحكومي؟ وكيف سيؤثر على الكباش الحاد الدائر حالياً؟

هل سيدفع حزب الله الى المزيد من التشدد داخلياً ؟ وكيف قد يتمثل هذا التشدد؟

كتبت الصحافة الاسرائيلية أن أحد أهداف حرب تموز ٢٠٠٦، ونحن عشية ذكراها الثالثة عشرة، تمثل بجرح حزب الله، وحينها تم تشبيهه بالنمر، لأن جرحه سيؤدي الى إرتداده على الداخل، وبالفعل إنتهت حرب تموز الى تظاهرات واعتصامات مفتوحة أوصلت الى ٧ أيار ٢٠٠٨، فما هي أهداف “خنق” حزب الله مالياً وزيادة الضغط عليه لفك ارتباطه بحلفائه وتأليبهم ضده وشحن الرأي العام في لبنان وفي بيئته الحاضنة!؟

* الترجمة العربية لبيان الخزانة الاميركية المتعلق بالعقوبات الأخيرة في هذا الرابط

https://translations.state.gov/2019/07/09/وزارةالخزانةالأمريكيةتفرضعقوباتع-2/

غاز المتوسط ونار التصعيد فهل تندلع المواجهة !؟

خلقت حقول الغاز والنفط المكتشفة في شرقي البحر المتوسط مساراً جديداً للصراع بين دول تعيش منذ سنوات توتراتٍ كبيرة، ما قد يهدد باتخاذ النزاع أبعاداً أكثر خطورة في المستقبل القريب.

ويخشى مراقبون أن يتطور الصراع متعدد الأطراف إلى نزاع إقليمي يمهد لصدامات عسكرية؛ فمنطقة شرقي المتوسط تضم احتياطات استراتيجية ضخمة وصلت، وفقاً لتقديرات المسوح الجيولوجية الأمريكية، إلى ما يقارب ١٢٢ تريليون قدم مكعبة من الغاز.

إسرائيل-لبنان..تركيا-قبرص

وتؤجج عمليات ونوايا التنقيب عن الغاز في شرقي المتوسط التي أعلن عنها، مؤخراً، نيران الأزمة الإقليمية المحتدمة التي يشترك فيها كل من إسرائيل ولبنان وتركيا وقبرص واليونان ومصر وحتى روسيا المتواجدة عسكريا في الساحل السوري.

وتتلخص أركان الأزمة في نزاع بين إسرائيل ولبنان على جزء من حقل غاز يقع على حدود البلدين، يبدو أن مسعى ترسيمه مازال موضع تجاذب عميق.

وهناك ازمة اكثر سخونة مع رفْض تركيا اتفاقية ترسيم الحدود الموقَّعة عام 2010 بين قبرص وإسرائيل، على اعتبار أن الجزيرة لا يحق لها البدء في أية عمليات تنقيب طالما ظلت أزمة انقسامها قائمة؛ إذ تنقسم الجزيرة لجزء تركي وآخر يوناني.

ولبنان أيضاً أبدى رفضه الاتفاقية الإسرائيلية-القبرصية، وقال إن الاتفاقية تعدَّت على ما يقارب ٨٥٠ كم من المنطقة الاقتصادية الخالصة الخاصة بها.

أزمة بين تركيا ومصر

تتفرع هذه الأزمة في جانب آخر بين مصر وتركيا، فالأخيرة أعلنت، العام الماضي، اعتزامها بدء التنقيب عن النفط والغاز شرقي البحر المتوسط في المستقبل القريب، ورفضها اتفاقية ترسيم خط الحدود البحرية بين القاهرة وقبرص الموقَّعة عام 2013، باعتبار أنها تمس بحقوقها الاقتصادية بمنطقة شرقي المتوسط.

وفي كانون الثاني يناير الماضي أعلنت كل من مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين من القاهرة إنشاء ما يُعرف بـ”منتدى غاز شرق المتوسط”، واستثنى المنتدى دول تركيا ولبنان وسوريا وشمال قبرص التركية من عضويته عند إنشائه، رغم أنها دول تطل على حوض شرق المتوسط.

أردوغان يُصعِّد

أرسلت تركيا سفينة ثانية لاستطلاع حقول الغاز القبرصية وستعمل السفينة “يافوز” في منطقة قبالة شبه جزيرة كارباس، التي تقع شمال شرق الجزيرة، أي في الشطر الذي تسيطر عليه “جمهورية شمال قبرص التركية” التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

الاتحاد الأوروبي سارع وهدد تركيا بعقوبات. وندد قادة الاتحاد الـ ٢٨ خلال اجتماعهم في بروكسل بـ “أنشطة التنقيب التركية غير القانونية”.

نيقوسيا ومذكرات التوقيف

أصدرت السلطات القبرصية مذكرات توقيف بحق أفراد طاقم السفينة التركية

وأدانت قبرص “بشدة” ما قالت إنه اعتداء تركي على حقوقها السيادية

وقالت الرئاسة القبرصية في نيقوسيا في بيان إن إرسال سفينة التنقيب الثانية “تصعيد من تركيا لانتهاكاتها المتكررة لحقوق قبرص السيادية التي يكفلها قانون الأمم المتحدة للبحار والقانون الدولي، وهو أخطر انتهاك لسيادة جمهورية قبرص”.

والسفينة يافوز هي ثاني سفينة حفر تركية ترسو قرب سواحل قبرص في الشهرين الماضيين إذ ترسو سفينة أخرى هي الفاتح قبالة الساحل الغربي لقبرص منذ أوائل مايو.

الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس وصف في تصريحات صحافية: “إن ما تفعله تركيا غزو ثانٍ، بعدما غزت القوات التركية الجزيرة عام 1974

عرض عضلات

صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية وصفت تصرفات تركيا بأنها “غير مسؤولة، واستعراض عضلات”.

ورفضت الصحيفة منطق الرئيس التركي أردوغان الذي يعتبر أن نتاج عمليات التنقيب لا بد أن يتقاسمها القبارصة الأتراك الذين يعيشون في الجزء الشمالي من الجزيرة تحت حماية أنقرة،

واعتبرت لوفيغارو وصول السفن التركية لمياه قبرص الإقليمية “انتهاكاً للقانون الدولي”.

ولَم تتوانَ تركيا في استخدام سلاحها البحري في منع نيقوسيا من استثمار ثروتها البترولية وعمدت في شباط/فبراير من العام المنصرم الى إرسال ٥ فرقاطات تولت طرد حفار لشركة إيني الإيطالية من داخل المياه الإقليمية القبرصية، ما أثار ردود فعل غاضبة ومستنكرة من الإتحاد الاوروبي حينها

قلق موسكو

أعربت روسيا عن بالغ قلقها إزاء التصرفات التركيا غير القانونية وغير المسؤولة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

ووفقا لما صرحت به وزارة الخارجية الروسية، اليوم، فإن موسكو تشعر بالقلق من تلك الانتهاكات التركية وتدعو الطرفين إلى الامتناع عن الخطوات التصعيدية التي قد تضر بمصالح الجميع.

وذكرت الخارجية أن موسكو تتابع التطورات التي يشهدها البحر المتوسط على خلفية المعلومات الواردة حول دخول سفينة تركية ثانية للتنقيب عن النفط والغاز القبرصي، مؤكدة أن ذلك يعد انتهاك لسيادة قبرص ولا يمكن أن يساعد في حل عادل للمشكلة.

وطالبت روسيا جميع الأطراف بضبط النفس والحكمة، والسعي لحل القضايا الخلافية من خلال الحوار واحترام مصالح الطرفين

مصر تتحرك

أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس المنصرم قرارا بالموافقة على مشروع لمد أنبوب غاز في شرق المتوسط، المنطقة الواعدة بموارد الغاز الطبيعي، والتي أثارت التوترات في المنطقة مؤخرا.

وذكرت وسائل إعلام مصرية، أن الرئيس السيسي وافق على اتفاق حكومي بين مصر وقبرص وقع في سبتمبر الماضي، لمد خط أنابيب بحري مباشر للغاز الطبيعي، حيث نشر القرار في الجريدة الرسمية اليوم.

وتسعى مصر، بدعم روسي، أوروبي، اميركي، لأن تصبح مركزا إقليميا للطاقة، ووقعت هذا الاتفاق مع قبرص لاستيراد الغاز الطبيعي منها من حقل بحري بهدف تسييله في مصانعها المطلة على المتوسط وتصديره للأسواق الخارجية.

التحركات التركية المكثفة في شرق المتوسط، أثارت قلق الجانب المصري، إذ سبق أن وجهت القاهرة تحذيراً إلى أنقرة من اتخاذ إجراءات أحادية للتنقيب والحفر في مكان الطاقة في البحر المتوسط قبالة قبرص، في الوقت الذي أعلنت فيه تركيا أنها لا تعترف بقانونية الاتفاق الذي وقّعته مصر مع قبرص في 2013 للتنقيب عن الغاز في مياه شرق المتوسط، فيما أعلنت مصر أنه لا يمكن لأحد أن يشكك في قانونية هذا الاتفاق، الذي تم وضعه وفق قواعد القانون الدولي، وتم إيداعه

كيف قد تتطور الأزمة؟

فرص إندلاع أزمة شرقي المتوسط تتنامى كل يوم، مع سعي أنقرة إلى حصة أكبر من الغاز، خلافاً للاتفاقات الدولية، وتصل المخاوف إلى تعقيدات دولية، خصوصاً وأن مصر واليونان وإسرائيل تتجه لمنح امتيازات لشركات فرنسية وبريطانية وأمريكية للتنقيب عن الغاز ما يجعل تركيا في مواجهة دولية كبرى.

يرى مراقبون أن تركيا قد تذهب إلى التهديد العسكري في حال تطور ملف الغاز، وذكرت وكالة بلومبيرغ أن أنقرة تخطط لنشر أنظمة إس-٤٠٠ الصاروخية الدفاعية التي تنتظر تسليمها من روسيا على طول الساحل الجنوبي للبلاد، بالقرب من السفن الحربية التي تراقب عمليات استكشاف مصادر الطاقة قبالة سواحلها.

وأعرب مراقبون عن خشيتهم أن يدفع التحرك التركي الأحادي الى مواجهة مهما كانت تكاليفها، ولم يستبعد مراقبون أن تندلع بالفعل مواجهة عسكرية بخصوص النزاع تبدأ بين أنقرة ونيقوسيا ولا يعلم أحد كيف قد تتطور .